فصل: مهلك توران شاه بن قاروت بك.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.مهلك توران شاه بن قاروت بك.

كان توران شاه بن قاروت بك صاحب فارس وأرسلت خاتون الجلالية الأمير أنز لفتح فارس سنة سبع وثمانين فهزمه أولا ثم أساء السيرة مع الجند فلحقوا بتوران شاه وزحف إلى أنز فهزمه واسترد البلد من يده وأصاب توران شاه في المعركة بسهم هلك معه بعد شهرين.

.وفاة المقتدي وخلافة المستظهر وخطبته ليركيارق.

ثم توفي المقتدي منتصف محرم سنة سبع وثمانين وكان بركيارق قد قدم بغداد بعد هزيمة عمه تتش فخطب له وحملت إليه الخلع فلبسها وعرض التقليد على المقتدي فقرأه وتدبره وعلم فيه وتوفي فجأة وبويع لابنه المستظهر بالخلافة فأرسل الخلع والتقليد إلى بركيارق وأخذت عليه البيعة للمستظهر.

.استيلاء تتش على البلاد بعد مقتل أقسنقر ثم هزيمة بركيارق.

لما عاد تتش منهزما من أذربيجان جمع العساكر واحتشد الأمم وسار من دمشق إلى حلب سنة سبع وثمانين واجتمع قسيم الدولة أقنسقر وبوران وجاء كربوقا مددا من عند بركيارق وساروا لحرب تتش ولقوه على ستة فراسخ من حلب فهزمهم وأخذ أقسنقر أسيرا فقتله ولحق كربوقا وبوران بحلب واتبعهما تتش فحاصرهما وملك حلب وأخذهما أسيرين وبعث إلى حران والرها في الطاعة فامتنعوا فبعث إليهم برأس بوران وملك البلدين وبعث بكربوقا إلى حمص فحبسه بها وسار إلى الجزيرة فملكها ثم إلى ديار بكر وخلاط فملكها ثم إلى أذربيجان ثم سار إلى همدان ووجد بها فخر الدولة ابن نظام الملك جاء من خراسان إلى بركيارق فلقيه الأمير قماج من عسكر محمود باصبهان فنهب ماله ونجا إلى همذان فصادف بها تتش فأراد قتله وشفع فيه باغي يسار وأشار بوزارته لميل الناس إلى بيته واستوزره وكان بركيارق قد سار إلى أقسيس فحالفه تتش إلى أذربيجان وهمذان فسار بركيارق من نصيين وعبر دجلة من فوق الموصل إلى أربل فلما تقارب العسكران أشرف الأمير يعقوب بن أنق من عسكر تتش فكبس بركياق وهزمه ونهب سواده ولم يبق معه إلا برسق وكمستكن الجاندار والبارق من أكابر الأمراء فلجؤا إلى أصبهان وكانت خاتون أم محمود قد ماتت فمنعه محمود وأصحابه من الدخول ثم خرج إليه محمود وأدخله إلى أصبهان واحتاطوا عليه وأرادوا أن يسلموه فرفض محمود فأبقوه.

.مقتل تتش واستقلال بركيارق بالسلطان.

ثم مات محمود منسلخ شوال سنة سبع وثمانين واستولى بركيارق على اصبهان وجاء مؤيد الملك بن نظام الملك فاستوزره عوض أخيه عز الملك وكان قد توفي بنصيين فكاتب مؤيد الملك الأمراء واستمالهم فرجعوا إلى بركيارق وكشف جمعه وبعث تاج الملك تتش بعد هزيمة بركيارق يوسف بن انق التركماني شحنةإلى بغداد في جمع التركمان فمنع من دخول بغداد وزحف إليه صدقة بن مزيد صاحب الحلة فقاتله في يعقوب وانهزم صدقة إلى الحله ودخل يوسف بن أنق بغداد وأقام بها وكان تتش لما هرم بركيارق سار إلى همذان وقد تحصن بها بعض الأمراء فاستأمن إليه واستولى على همذان وسار في نواحي اصبهان وإلى مرو وراسل الأمراء باصبهان يستميلهم بالمقاربة والوعد وبركيارق مريض فلما أفاق من مرضه خرج إلى جرباذقان واجتمع إليه من العسكر ثلاثون ألفا ولقيه تتش فهزمه بركيارق وقتله بعض أصحاب أقسنقر بثأر صاحبه وكان فخر الملك بن نظام الملك أسيرا عنده فانطلق عند هزيمته واستقامت أمور بركيارق وبلغ الخبر إلى يوسف.

.استيلاء كربوقا على الموصل.

قد كنا قدمنا أن تاج الدولة تتش أسر قوام أبا سعيد كربوقا وحبسه بعد قتل أقسنقر بوران فأقام محبوسا بحلب إلى أن قتل تتش واستولى رضوان ابنه على حلب فأمره السلطان بركيارق باطلاقه لأنه كان من جهة الأمير أنز فأطلقه رضوان وأطلق أخاه التوسطاش فاجتمعت عليهما العساكر وكان بالموصل علي بن شرف الدولة مسلم منذ ولاه عليها تتش بعد وقعة المضيع بنصيبين أخوه محمد بن مسلم ومعه مروان بن وهب وأبو الهيجاء الكردي وهو يريد الزحف إلى الموصل فكاتب كربوقا واستدعاه للنصرة ولقيه على مرحلتين من نصيبين فقبض عليه كربوقا وسار إلى نصيبين وحاصرها أربعين يوما وملكها ثم سار إلى الموصل فامتنعت عليه فتحول عنها إلى بلد وقتل بها محمد بن شرف الدولة تغريقا وعاد إلى حصار الموصل ونزل منها على فرسخ واستنجد علي بن مسلم بالامير مكرس صاحب جزيرة ابن عمر فجاء لانجاده واعترضه التوسطاش فهزمه ثم سار إلى طاعة كربوقا وأعانه على حصار الموصل ولما اشتد بصاحبه علي بن مسلم الحصار بعد تسعة أشهر هرب عنها ولحق بصدقة بن مزيد ودخل كربوقا إلى الموصل وعاث التوسطاش في أهل البلد ومصادرتهم واستطال على كربوقا فأمر بقتله ثالثة دخوله سنة تسع وثمانين وسار كربوقا إلى الرحبة فملكها وعاد فأحسن السيرة في أهل الموصل ورضوا عنه واستقامت أموره.